الموطن الأول للسبئيين دراسة تاريخية نقدية في ضوء الكشوف الأثرية الحديثة والنصوص

الملخص

اختلف الباحثون حول الموطن الأول للسبئيين، فمنهم من عدهم من جنوب الجزيرة العربية، ومنهم من قال إنهم هاجروا إليها. وقد تناولت هذه الدراسة ذلك الجدل كله، وفندت مختلف الآراء بحياد ومنهجية، ووقفت على الشواهد الأثرية، والكشوف الجديدة، والنقوش، واعتمدت في عرضها ونقاشاتها واستنتاجاتها على تقارير بعثات التنقيب عن الآثار في اليمن، خاصة إلى مارب وما جاورها على امتداد رقعتها الجغرافية؛ لتصل في نهاية الأمر إلى الإجابة عن السؤال الأهم: أين يقع الموطن الأول للسبئيين؟، من خلال استعمال المنهج التاريخي التحليلي، ومنهج النقد التاريخي في قراءة المعطيات وتفسيرها في سياق تاريخي محايد، بعيدًا عن الإسقاطات، أو التاريخ المتخيل. وكانت أبرز نتائج البحث أن الموطن الأول للسبئيين هو جنوب الجزيرة العربية (اليمن)، وأن ثقافتهم وخبرتهم لا تحتاج إلى هجرة خارجية لأجل تطورها. كما توصلت الدراسة إلى أنه لا يوجد أساس علمي أو منهجي لفرضيات الأصل الخارجي للسبئيين، وعلى وجه الخصوص الفرضيات التي ظهرت بعد موت ما عرف بـ"الفجوة الثقافية"، بعد اكتشاف العصر البرونزي في اليمن، الذي كان مفقودًا حتى مطلع ثمانينيات القرن العشرين الميلادي.