الشّكل الشّعري وطبيعة التّواصل الجمالي في الخطاب النّقدي القديم

الملخص

يهدف البحث إلى دراسة الشكل الشعري، وطبيعة التواصل الجمالي في الخطاب النقدي القديم، باعتباره قضية مهمة ومشكلة من المشكلات النقدية الكبرى عند النقاد القدماء، إذ نلمس عند هؤلاء النقاد عناية خاصة بأطراف الحدث اللّغوي الجمالي، فالإبداع الشّعري لغة دالّة على المنحى الوظيفي من حيث ما تنطوي عليه من أبعاد متعدّدة يتداخل فيها الفنّي والجمالي والاجتماعي والأخلاقي؛ لذلك كان للتّواصل الجمالي عند هؤلاء النّقاد طبيعة خاصّة ترتبط أساسا بالإثارة والاستفزاز والتأثير والإمتاع، وتكشف عن عمق النّظر التّحليلي والنّقدي الذي ارتقى إليه التّفكير النّقدي في تعمّق الدّور الوظيفي الذي تحقّقه المعاني الشّعرية لتصبح حقيقة الشّعر هي التّخييل في مستويي إبداعه وتلقيه، ويصبح مدار الفهم في الشّعر تخيّل ما يسعى الشّاعر إلى تبليغه. وتم تقسيم البحث إلى مقدمة وأربعة أقسام، هي أولا: محوريّة الوظيفة الشّعرية من المنظور البلاغي القديم، ثانيا: الشّكل الشّعري ووظائفه الجمالية، ثالثا: طبيعة التّواصل الشّعري وقدرة المتلقي على التّفاعل مع الشّعر، رابعًا: الاستعداد للقول وتعيين نمط المتلقي، وتوصل البحث إلى أهمية الجوانب الوظيفية في الخطابات التوجيهية النّفعية وعزلها عن الوظيفة الجوهرية المقصودة لذاتها التي تتعلق بالأثر الجمالي، وأنّ الإجراء المنهجي الذي سلكه النقاد القدماء في تأصيل قضايا التّواصل الجمالي في الشّعر من شأنه أن يكشف عن عمق النّظر التّحليلي والنّقدي الذي ارتقى إليه التفكير النقدي في بيئات مختلفة.