وسائل التواصل الاجتماعي والرأي العام في مجتمع تقوده الرأسمالية: دراسة لمسرحية إبسن (عدو الشعب)

الملخص

يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام في المجتمعات التي يحكمها الرأسماليون، وتنطلق لتحقيق هدفها الرئيس من قراءة معمقة لمسرحية (عدو الشعب) للكاتب النرويجي هنريك إبسن الذي ناقش في مسرحيته جوانب هذه الإشكالية، موضحا كيف أن الأشخاص الذين لديهم آراء مختلفة عن آراء السلطة يتعرضون للاضطهاد والقمع، مبينا الأساليب التي يستخدمها الرأسماليون في صناعة الرأي العام وتشكيله، من خلال الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي؛ بما يخدم أغراضهم، ويحقق مصالحهم، وخلصت الدراسة إلى أن الرأسمالية تمارس تأثيرا واضحا على الأفراد من خلال تبنيها لفكرة قدسية رأي الأغلبية؛ لدرجة عدم تقبل أي رأي آخر مهما كانت وجاهته ومنطقيته، وهو ما جعل الكثير من الأفراد يتأثرون بالطبيعة الرأسمالية للمجتمع؛ باعتبار أن الرأي العام يتشكل بموافقة الأغلبية في المجتمع، كما كشفت الدراسة عن أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورا رئيسيا في خلق التصورات الآراء ورعايتها، وبدلا من أن تكون قنوات تنويرية وإيثارية وإيجابية في المجتمع، وتقوم بأدوار فاعلة في نقد السلطة، ومراقبتها، وتقييم أدائها،  تحولت إلى منابر دعائية، تلمع الزيف، وتعمل على الترويج لأكاذيب السلطة، السلطة التي جعلت منها تابعا وخادما متفرغا لإقناع الناس بالتسليم والاستسلام للأغلبية بوصفها السبيل الأوحد للعيش الرغيد والحياة الكريمة، وإزاء ذلك؛ فإن أي أمل في حياة كريمة في مجتمع يحترم الحريات ويؤمن بالرأي الآخر يبقى مجرد حلم بعيد المنال.