دور التربية ما قبل المدرسية في رعاية الطفل دراسة في البرامج التعليمية لبعض مدارس التعليم ما قبل المدرسي بمدينة الحديدة

الملخص

تتناول الدراسة إشكالية دور التربية ما قبل المدرسية في رعاية الطفل؛ للأسباب الآتية، إذا كان التعليم في عصرنا من أحدى القطاعات الأساسية الضرورية لكل تنمية حقيقية، فإنه يجب القول كذلك إن مؤسسة ما قبل المدرسة تعاني من آفة بسبب عدم إدراكها لحاجات الطفل ورعايته الرعاية الوجدانية، والمعرفية، والحسحركية عند إعدادها وتنفيذها للبرامج التعليمية كما ينبغي، إذ عبر الأنشطة التربوية المتنوعة تتشكل شخصية الفرد، ومن ضوابطها أو خطئها يتحدد توافق الفرد مع نفسه ومع محيطه، واعتبار مكونات المجال المؤسسي للروضة بمثابة المحرك الأساسي لإشباع حاجات الطفل ومن ثمة رعايته، وإذا كانت الأسرة هي الإطار المرجعي للطفل والروضة هي الإطار المستقبل له، فإنه غالبا ما يلاحظ تباين أو تعارض بين المؤسستين على مستوى رعاية الطفل مما يجعل عرضة الصراع في أبعاد النحو على أساس أن انعدام التكامل وغياب وحدة الفعل التربوي يسهمان إلى حد كبير في عدم رعاية الطفل. وعليه فإن البحث الحالي يحاول التعرف على الدور التربوي لمؤسسات ما قبل المدرسة في رعاية الطفل من خلال عدد من المتغيرات. وقد أوضحت نتائج الدراسة ثلاث جوانب مترابطة بالدور التربوي لمؤسسات ما قبل المدرسة في رعاية الطفل، بالنسبة إلى الطفل عدم ملاءمة هذه البرامج ومكونات الروضة لمستوى الأطفال النفسي والاجتماعي والحسحركي. وبالنسبة إلى الروضة هناك تفاوت في مستوى الرياض، بحيث أشارت النتائج إلى أن الرياض منخفضة المستوى لا تعتبر وسطا تربويا ملائما بافتقار المجال الفيزيقي الذي يتواجد فيه الطفل. وبالنسبة إلى المجتمع هناك عدم وجود انسجام وتكامل بين الأسرة والروضة في اختلاف الطرق والوسائط التي يمكن توظيفها للتعامل مع الطفل مما يؤدي إلى خلل تربوي لا يساعد الطفل على نموه الاجتماعي، ولا يحقق نوع الاندماج والرعاية الاجتماعية التي يحتاجها.